languageFrançais

رائحة الموت تنبعث من سواحل تونس..'الحرقة' تحصد أرواح 58 شخصا في يومين

أرقام مفزعة تطالعنا بها السلطات الأمنية ووحدات الحرس حول حجم عمليات الهجرة غير النظامية التي تشهد نسقا تصاعديا منذ بداية العام الجاري، ليبلغ عدد العمليات المحبطة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2023 ثلاثة أضعاف ما تمّ تسجيله خلال نفس الفترة من العام الماضي، فيما تواصل مراكب الموت باتجاه أوروبا حصد أعداد متزايدة من الأرواح.

وقال الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للحرس الوطني العميد حسام الدين الجبابلي،  في تصريح لموزاييك إنّه تمّ انتشال 58 جثّة خلال يومي 23 و24 أفريل الجاري، بسواحل صفاقس والمهدية وقرقنة، بالإضافة إلى العثور على جثّة آدمية لفتاة في شواطئ قابس مقطوعة الرأس والأطراف وهيكل عظمي لضحية أخرى لفضهما البحر.

وفي المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس تجاوز قسم الأموات طاقة استيعابه، حيث توجد حاليا 150 جثة في قسم طاقة استعابه لا تتعدى الـ35 جثة.

وتمكّنت وحدات الحرس البحري يوم الأحد 23 أفريل 2023 من إحباط 39 عملية اجتياز للحدود البحرية خلسة باتجاه إيطاليا يشارك فيها أكثر من 770 مجتازا، وانتشال 30 جثة.

وفي الـ 24 من الشهر نفسه أحبطت الوحدات البحرية للحرس 12 عملية هجرة غير نظامية (أكثر من 460 مجتازا)، وتمّ انتشال 28 جثة.

وفي البقالطة تمّ، أمس الإثنين، منع قارب من الإبحار خلسة نحو سواحل أوروبا كان على متنه متنه 19 شخصا، من بينهم عائلة بأكملها تتكوّن من خمسة أفراد من مختلف الأعمار.

وارتفع عدد عمليات الهجرة غير النظامية المُحبطة إلى 501 عملية في الثلاثي الأوّل من 2023،  مقارنة بـ 172 عملية خلال نفس الفترة من العام الماضي.

كما ارتفع عدد الأشخاص الذين تمّ منعهم من الإبحار باتجاه السواحل الأوروبية من 2530 في الثلاثي الأول من السنة الماضية إلى  15 ألف في العام الجاري، معظمهم من دول إفريقية جنوب الصحراء.

وأشار الجبابلي  أنّ الوحدات البحرية تواجه  صدّا من المشاركين في عمليات الهجرة غير النظامية، الذين يعمدون إلى منع ربان المراكب من الإستجابة إلى وحدات الحرس والإعتداء عليهم ودفعهم أحيانا في البحر.  

ولفت إلى أنّ المنظمين والوسطاء في عمليات ''الحرقة'' مروا من مرحلة الإيواء والتسفير إلى الإعداد وصناعة مراكب حديدية لاستخدامها في الهجرة.

وتلجأ عصابات الإتجار بالبشر مؤخرا إلى استخدام  كبير لهذه المراكب الحديدية التي انجرّت عنها أغلب المآسي التي شهدتها سواحل تونس والمتوسّط عموما في الفترة الأخيرة، وفق ما صرّح به رمضان بن عمر الناطق باسم المنتدى التونسي للحقوق الإقتصادية والإجتماعية لموزاييك في وقت سابق.